الدورة التكوينية الثالثة بالحسيمة: خطوة لتعزيز الديمقراطية التشاركية عبر مشروع الميزانية التشاركية
احتضنت قاعة دار الشباب عبد الكريم الخطابي بمدينة الحسيمة، يوم الأربعاء 4 دجنبر 2024، الدورة التكوينية الثالثة ضمن مشروع الميزانية التشاركية، الذي تنفذه جماعة الحسيمة بشراكة مع المديرية العامة للجماعات الترابية، وفيدرالية أنمار، والصندوق الأندلسي للبلديات للتضامن الدولي، وبدعم مالي من الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الديمقراطية التشاركية وإشراك المواطنات والمواطنين في تحديد الأولويات الاستثمارية للجماعة بما يتماشى مع احتياجاتهم وتطلعاتهم.
افتتحت السيدة حياة بولحجل، نائبة رئيس جماعة الحسيمة، اللقاء بكلمة أكدت فيها على أهمية الميزانية التشاركية كآلية مبتكرة لتعزيز الشفافية والثقة بين المواطنات والمواطنين والجماعات الترابية. وأشارت إلى الدور الأساسي لهذه الآلية في تمكين الساكنة من المساهمة المباشرة في صياغة القرارات المرتبطة بتخصيص الموارد. كما شهد اللقاء حضور ممثلة عن الصندوق الأندلسي للبلديات للتضامن الدولي وممثلة عن فيدرالية أنمار، اللتين أشادتا بالدور الريادي لجماعة الحسيمة في تنزيل هذا المشروع وتفعيل آليات الديمقراطية التشاركية.
بدورها قدمت الخبيرة مريم غوفلان عرضًا شاملاً حول أهداف اللقاء وانتظاراته، مسلطة الضوء على أهمية تعزيز فهم المشاركات والمشاركين لدور الميزانية التشاركية في تحسين التدبير الترابي، وتطوير قدرات المنتخبين والمنتخبات وموظفي وموظفات الجماعة، وممثلي وممثلات الأحياء والجمعيات المحلية بما يضمن مشاركة أوسع وأكثر فعالية.
ركزت الدورة التكوينية على عدة محاور أساسية شملت اختصاصات المجلس الجماعي كإطار قانوني لتدبير الشأن العام، وبرنامج عمل الجماعة باعتباره مرجعًا استراتيجيًا يوجه التنمية الترابية، وآليات تنفيذ الميزانية التشاركية. وقد أكدت الخبيرة مريم غوفلان خلال العرض على ضرورة ربط هذه المحاور بدور المشاركات والمشاركين في تعزيز الشفافية والاستدامة في تدبير الموارد الجماعية، مشيرة إلى أهمية إشراك الساكنة في اتخاذ القرارات وتحقيق توازن فعّال بين متطلبات التنمية واحتياجات المواطنات والمواطنين.
وفي إطار تعزيز آليات المشروع، أعلنت جماعة الحسيمة عن تنظيم المنتدى الأول للميزانية التشاركية يوم 10 دجنبر 2024 بالمركز السوسيورياضي ميرادور. يُعد هذا المنتدى محطة أساسية لإشراك جميع المواطنات والمواطنين في تحديد الأولويات التنموية للجماعة، حيث سيتيح فرصة للاستماع إلى آرائهم واقتراحاتهم المتعلقة بتوزيع الموارد المالية.
يعكس هذا المشروع نموذجًا ناجحًا للتعاون بين الجماعات الترابية والمؤسسات الوطنية والدولية، إذ يهدف إلى تطوير قدرات المنتخبين والمنتخبات والموظفين والموظفات، وتعزيز التفاعل مع الساكنة لضمان شفافية وفعالية أكبر في تدبير الموارد. من خلال هذه المبادرات، تسعى جماعة الحسيمة إلى ترسيخ نموذج شامل ومستدام للميزانية التشاركية، يعزز آليات التشاور والحوار بين الفاعلين الترابيين والمواطنات والمواطنين.
05/12/2024